فإنا نعلم ونعتقد ونؤمن ونوقن ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له .
ومعنى ذلك أنه لا معبود بحق ولا مستغني عما سواه ولا مفتقر إليه كل ما عداه إلا الله تعالى وحده لاشريك له ، ويندرج في ذلك جميع العقائد المتعلقة به تعالى .
فهو إله عظيم ، ملك كبير ، لا رب سواه ولا معبود إلاّ هو ، هو الأول الذي لا ابتداء لوجوده فلا ابتداء لأوليته ، وهو الآخر الذي لا انتهاء لوجوده فلا انتهاء لآخريته .
وهو الأحد المنفرد في ألوهيته وربوبيته فلا شريك له ، الصمد المقصود في الحوائج على الدوام لكمال قدرته .
) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد (
فلا شبيه له ولا نظير ) ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (
ليس كمثله شيء :
وأنه تعالى مقدس عن الزمان والمكان ، فلا يقارنه زمان ، ولا يحويه مكان ، إذ هو الخالق للزمان والمكان ، فكيف يحتاج إليهما ؟
وأنه تعالى منـزه عن مشابهة شيء من المخلوقات في شيء من أوجه الشبه ، ) ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (
فلا تحيط به الجهات كــقُدام وخلف ، وفوق وتحت ، ويمين وشمال ، إذ هي حادثة بحدوث الأشياء والله تعالى منـزه عن ذلك .
وهو سبحانه وتعالى لا تعتريه الحادثات كالأمراض والاحتياج والحركة والسكون والجوع والشهوة ونحو ذلك مما يحدث للخلق وينافي الجلال والكمال الإلهي ، فهو سبحانه منـزه عن صفات المخلوقين ، ونؤمن بما جاء في كتاب الله من صفات الله جل جلاله على مراد الله من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .
على العرش استوى :
فنؤمن بالاستواء الذي قال عنه تعالى : ) الرحمن على العرش استوى ( استواء يليق بعز جلاله وعلو مجده وكبريائه .
فالإيمان بالاستواء واجب وإنْ جهلت حقيقة العرش وكيفية استوائه تعالى عليه ، ولما قام البرهان على تنـزهه تعالى عن الحيز والمكان والجهة وسائر لوازم الحدوث وجب أن يكون استواؤه على عرشه لا بمعنى الاستقرار والتمكن بل بالمعنى اللائق بجلاله تعالى ، ونؤمن باليد كما جاء في قوله تعالى :) يد الله فوق أيديهم ( ونؤمن بالعين كما جاء في قوله تعالى : ) فإنك بأعيننا ( وقوله تعالى : ) ولِتُصنع على عيني ( .
ونؤمن بكل ما جاء عن الله في كتاب الله على مراد الله .
القريب :
وأنه تعالى قريب من كل موجود ، وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد ، وعلى كل شيء رقيب وشهيد .
وقربه تعالى كما يليق بجلاله ، لا قرب مكان لاستحالته عليه تعالى ، كما في قوله تعالى : (وهو معكم ) ، أي بعلمه المحيط ، وقوله تعالى : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) أي بعلمنا بقرينة قوله تعالى قبله : ( ونعلم ما توسوس به نفسه ) ، وقوله : (ما يكون من نجوى ثلاثة إلاّ هو رابعهم ولاخمسة إلاَ هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلاّ هو معهم ) ، أي بعلمه المحيط بقرينة قوله تعالى قبله : ( يعلم ما في السموات وما في الأرض ) .
الحي القيّوم :
وأنه تعالى ( حيٌّ ) متصف بالحياة الدائمة ، التي لا بداية لها ولا نهاية لها ، (قيّوم ) عظيم القيام بتدبير خلقه .
(بديع السموات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون )
والبديع : المُبدع والمُنشيء للأشياء بلا احتذاء ولا اقتداء .
الوكيل :
وأنه تعالى الوكيل أي المتصرّف في كل شيء كيف يشاء أو حفيظ عليه أو شهيد ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل )
القدير :
وأنه تعالى هو القدير أي المتصف بالقدرة التامة ( إن الله على كل شيء قدير ) فلا شيء من الممكنات وهي التي يجوز وجودها وعدمها إلاّ وهو في قبضة قُدرته وتحت قهره وسُلطانه
العليم :
وأنه سبحانه هو العليم أي المتصف بالعلم ( وهو بكل شيء عليم ) يعلم أزلاً كل شيء ، واجباً كان أو ممكنا أو مستحيلا على وجه الإحاطة به على ما هو به دون سَبْقِ خفاء .
وأنه تعالى أحصى عدد كل شيء وأحاط به ( وأحصى كل شيء عددا ) ، ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ) ، ( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينـزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعلمون بصير ) ، ( فإنه يعلم السر وأخفى) ، ( ويعلم ما في البر وما في البحر وما تسقط من ورقة إلاّ يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين )
المريد :
وأنه تعالى مُريدٌ للكائنات فهو متصف بالإرادة وهي تتعلق بإيجاد الأشياء الممكنة في أوقاتها المحدودة لها على وفق ما سبق به العلم ، فلا موجود منها إلاّ وهو مستند إلى مشيئته وصادرٌ عن إرادته فهو تعالى ( فعّال لما يريد ) ، ( كذلك يُضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) ، ( فمن يُرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يُضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصّعّد في السماء ) .
وأنه تعالى مدبر للحادثات ( يدبّر الأمر من السماء إلى الأرض )
وأنه لا يكون كائن من خير أو شر ، أو نفع أو ضر إلاّ بقضائه ومشيئته ، فما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، ولو اجتمع الخلق كلهم على أن يحركوا في الوجود ذرّة أو يسكنوها دون إرادته تعالى لعجزوا عنه .
السميع البصير :
ونؤمن أنه تعالى سميع بصير – أي متصف بالسمع والبصر – لجميع الموجودات بدون حاسة وآلة ، لتنـزهه تعالى عن مشابهة الحوادث ، فلا يعزب عن رؤيته هواجس الضمير ، وخفايا الوهم والتفكير ، ولا يشذُّ عن سمعه دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصّمّاء (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
المتكلم :
ونؤمن أنه تعالى مُتكلم بكلام لا يشبه كلام الخلق ولا يصح أن نصِفَ كلامه بغير ما جاء عنه تعالى ، لأن ذلك جراءة على الله تعالى ، فقد أخبر عن نفسه بأنه كلّم موسى تكليماً ، وأنه لا يكلّم يوم القيامة بعض أرباب الكبائر ، فنكتفي بإثبات الكلام له سبحانه وتعالى مقتصرين على ما ورد في القرآن الكريم .
القرآن كلام الله :
ونؤمن بأن القرآن العظيم كلامه القديم ، وكتابه المنـزل على نبيه ورسوله محمد صلّىالله عليه وسلّم .
واعلم أن القرآن يطلق بالاشتراك على معنيين : أحدهما الكلام القديم ، والثاني النظم المَقروء المسموع المحفوظ بين دفّتي المصحف ، وهو كتاب الله تعالى المنـزل على رسوله بلسان جبريل عليه السلام ، المنقول بالتواتر المعجز للبشر ، وهو بالمعنيين كلام الله تعالى .
وتسميته بالمعنى الأول كلام الله باعتبار أنه صفةله تعالى قديمة أزلية ، وبالمعنى الثاني باعتبار أنه تعالى أنشأه بِرُقُومه في اللوح المحفوظ كما قال تعالى : ( بل هو قرءان مجيد في لوح محفوظ ) وبحروفه في لسان المَلَك جبريل عليه السلام كما قال تعالى : ( إنه لقول رسول كريم ) وهو بهذا المعنى مُحدث من الله ولكن لا يُقال فيه مُحدث إلاّ في مقام التّعليم احترازاً عن ذهاب الوهم إلى القرآن بالمعنى الأول .
كما أنه بهذا المعنى دالّ على ما يدلُّ عليه الكلام القديم ، فإذا سمعت مثلاً آية ( ولا تقربوا الزنى ) فهمتَ منها النهي عن قربانه ، ولو كُشف عنك الحجاب وسمعتَ الكلام الأزلي تفهم منه هذا المعنى بعينه ، فمدلولهما واحد وإن اختلف الدالّ .
ولايجوز لأحد أن يعتقد أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم تصرّف في اللفظ المُنـزل عليه ، أو رواه بالمعنى كرواية الحديث بالمعنى للعارف ، لأنه لو صح في حقه ذلك لكان مبيناً لنا صورة فهمه صلّى الله عليه وسلّم لا صورة ما نزل عليه وقد قال تعالى : ( لتبيّن للناس ما نُزّل إليهم ) وقال : ( يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربك ) .
الخالق الرازق :
وأنه سبحانه الخالق لكل شيء ، والرازق له والمُدبّر له والمُتصرّف فيه كيف يشاء ، ليس في ملكه منازع ولا مدافع ، ويُعطي من يشاء ويمنع من يشاء ، ويغفر لمن يشاء ويُعذّب من يشاء ( لا يُسئل عمّا يفعل وهم يُسئلون ) .
الحكم العدل :
وأنه تعالى حكيم في فعله ، عدلٌ في قضائه ، لا يُتصور منه ظلم ولا جَوْر ، ولا يجب عليه لأحد حق ، بل الحق واجب له على كل أحد ، إذ هو سبحانه الرب المُنعم المتفضّل بالإيجاد والإمداد ، والتدبير والإرشاد ، والإنعام على جميع العباد ( وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها )
ولو أنه سبحانه أهلك جميع خلقه في طرفة عين لم يكن بذلك جائراً عليهم ، ولا ظالماً لهم ، فإنه مُلْكه وعبيده ، وله أن يفعل في مُلكه ما يشاء ( وما ربك بظلاّم للعبيد ) يُثيب عباده على الطاعات فضلاً وكرماً ، ويعاقبهم على المعاصي حِكمةً وعدلاً .
وأن طاعته واجبةٌ على عباده بإيجابه على ألسنة أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام .
ونؤمن بكل كتاب أنزله الله وبكل رسول أرسله الله وبملائكة الله تعالى وبالقدر خيره وشره .
ومعنى ذلك أنه لا معبود بحق ولا مستغني عما سواه ولا مفتقر إليه كل ما عداه إلا الله تعالى وحده لاشريك له ، ويندرج في ذلك جميع العقائد المتعلقة به تعالى .
فهو إله عظيم ، ملك كبير ، لا رب سواه ولا معبود إلاّ هو ، هو الأول الذي لا ابتداء لوجوده فلا ابتداء لأوليته ، وهو الآخر الذي لا انتهاء لوجوده فلا انتهاء لآخريته .
وهو الأحد المنفرد في ألوهيته وربوبيته فلا شريك له ، الصمد المقصود في الحوائج على الدوام لكمال قدرته .
) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد (
فلا شبيه له ولا نظير ) ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (
ليس كمثله شيء :
وأنه تعالى مقدس عن الزمان والمكان ، فلا يقارنه زمان ، ولا يحويه مكان ، إذ هو الخالق للزمان والمكان ، فكيف يحتاج إليهما ؟
وأنه تعالى منـزه عن مشابهة شيء من المخلوقات في شيء من أوجه الشبه ، ) ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (
فلا تحيط به الجهات كــقُدام وخلف ، وفوق وتحت ، ويمين وشمال ، إذ هي حادثة بحدوث الأشياء والله تعالى منـزه عن ذلك .
وهو سبحانه وتعالى لا تعتريه الحادثات كالأمراض والاحتياج والحركة والسكون والجوع والشهوة ونحو ذلك مما يحدث للخلق وينافي الجلال والكمال الإلهي ، فهو سبحانه منـزه عن صفات المخلوقين ، ونؤمن بما جاء في كتاب الله من صفات الله جل جلاله على مراد الله من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .
على العرش استوى :
فنؤمن بالاستواء الذي قال عنه تعالى : ) الرحمن على العرش استوى ( استواء يليق بعز جلاله وعلو مجده وكبريائه .
فالإيمان بالاستواء واجب وإنْ جهلت حقيقة العرش وكيفية استوائه تعالى عليه ، ولما قام البرهان على تنـزهه تعالى عن الحيز والمكان والجهة وسائر لوازم الحدوث وجب أن يكون استواؤه على عرشه لا بمعنى الاستقرار والتمكن بل بالمعنى اللائق بجلاله تعالى ، ونؤمن باليد كما جاء في قوله تعالى :) يد الله فوق أيديهم ( ونؤمن بالعين كما جاء في قوله تعالى : ) فإنك بأعيننا ( وقوله تعالى : ) ولِتُصنع على عيني ( .
ونؤمن بكل ما جاء عن الله في كتاب الله على مراد الله .
القريب :
وأنه تعالى قريب من كل موجود ، وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد ، وعلى كل شيء رقيب وشهيد .
وقربه تعالى كما يليق بجلاله ، لا قرب مكان لاستحالته عليه تعالى ، كما في قوله تعالى : (وهو معكم ) ، أي بعلمه المحيط ، وقوله تعالى : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) أي بعلمنا بقرينة قوله تعالى قبله : ( ونعلم ما توسوس به نفسه ) ، وقوله : (ما يكون من نجوى ثلاثة إلاّ هو رابعهم ولاخمسة إلاَ هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلاّ هو معهم ) ، أي بعلمه المحيط بقرينة قوله تعالى قبله : ( يعلم ما في السموات وما في الأرض ) .
الحي القيّوم :
وأنه تعالى ( حيٌّ ) متصف بالحياة الدائمة ، التي لا بداية لها ولا نهاية لها ، (قيّوم ) عظيم القيام بتدبير خلقه .
(بديع السموات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون )
والبديع : المُبدع والمُنشيء للأشياء بلا احتذاء ولا اقتداء .
الوكيل :
وأنه تعالى الوكيل أي المتصرّف في كل شيء كيف يشاء أو حفيظ عليه أو شهيد ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل )
القدير :
وأنه تعالى هو القدير أي المتصف بالقدرة التامة ( إن الله على كل شيء قدير ) فلا شيء من الممكنات وهي التي يجوز وجودها وعدمها إلاّ وهو في قبضة قُدرته وتحت قهره وسُلطانه
العليم :
وأنه سبحانه هو العليم أي المتصف بالعلم ( وهو بكل شيء عليم ) يعلم أزلاً كل شيء ، واجباً كان أو ممكنا أو مستحيلا على وجه الإحاطة به على ما هو به دون سَبْقِ خفاء .
وأنه تعالى أحصى عدد كل شيء وأحاط به ( وأحصى كل شيء عددا ) ، ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ) ، ( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينـزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعلمون بصير ) ، ( فإنه يعلم السر وأخفى) ، ( ويعلم ما في البر وما في البحر وما تسقط من ورقة إلاّ يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين )
المريد :
وأنه تعالى مُريدٌ للكائنات فهو متصف بالإرادة وهي تتعلق بإيجاد الأشياء الممكنة في أوقاتها المحدودة لها على وفق ما سبق به العلم ، فلا موجود منها إلاّ وهو مستند إلى مشيئته وصادرٌ عن إرادته فهو تعالى ( فعّال لما يريد ) ، ( كذلك يُضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) ، ( فمن يُرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يُضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصّعّد في السماء ) .
وأنه تعالى مدبر للحادثات ( يدبّر الأمر من السماء إلى الأرض )
وأنه لا يكون كائن من خير أو شر ، أو نفع أو ضر إلاّ بقضائه ومشيئته ، فما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، ولو اجتمع الخلق كلهم على أن يحركوا في الوجود ذرّة أو يسكنوها دون إرادته تعالى لعجزوا عنه .
السميع البصير :
ونؤمن أنه تعالى سميع بصير – أي متصف بالسمع والبصر – لجميع الموجودات بدون حاسة وآلة ، لتنـزهه تعالى عن مشابهة الحوادث ، فلا يعزب عن رؤيته هواجس الضمير ، وخفايا الوهم والتفكير ، ولا يشذُّ عن سمعه دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصّمّاء (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
المتكلم :
ونؤمن أنه تعالى مُتكلم بكلام لا يشبه كلام الخلق ولا يصح أن نصِفَ كلامه بغير ما جاء عنه تعالى ، لأن ذلك جراءة على الله تعالى ، فقد أخبر عن نفسه بأنه كلّم موسى تكليماً ، وأنه لا يكلّم يوم القيامة بعض أرباب الكبائر ، فنكتفي بإثبات الكلام له سبحانه وتعالى مقتصرين على ما ورد في القرآن الكريم .
القرآن كلام الله :
ونؤمن بأن القرآن العظيم كلامه القديم ، وكتابه المنـزل على نبيه ورسوله محمد صلّىالله عليه وسلّم .
واعلم أن القرآن يطلق بالاشتراك على معنيين : أحدهما الكلام القديم ، والثاني النظم المَقروء المسموع المحفوظ بين دفّتي المصحف ، وهو كتاب الله تعالى المنـزل على رسوله بلسان جبريل عليه السلام ، المنقول بالتواتر المعجز للبشر ، وهو بالمعنيين كلام الله تعالى .
وتسميته بالمعنى الأول كلام الله باعتبار أنه صفةله تعالى قديمة أزلية ، وبالمعنى الثاني باعتبار أنه تعالى أنشأه بِرُقُومه في اللوح المحفوظ كما قال تعالى : ( بل هو قرءان مجيد في لوح محفوظ ) وبحروفه في لسان المَلَك جبريل عليه السلام كما قال تعالى : ( إنه لقول رسول كريم ) وهو بهذا المعنى مُحدث من الله ولكن لا يُقال فيه مُحدث إلاّ في مقام التّعليم احترازاً عن ذهاب الوهم إلى القرآن بالمعنى الأول .
كما أنه بهذا المعنى دالّ على ما يدلُّ عليه الكلام القديم ، فإذا سمعت مثلاً آية ( ولا تقربوا الزنى ) فهمتَ منها النهي عن قربانه ، ولو كُشف عنك الحجاب وسمعتَ الكلام الأزلي تفهم منه هذا المعنى بعينه ، فمدلولهما واحد وإن اختلف الدالّ .
ولايجوز لأحد أن يعتقد أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم تصرّف في اللفظ المُنـزل عليه ، أو رواه بالمعنى كرواية الحديث بالمعنى للعارف ، لأنه لو صح في حقه ذلك لكان مبيناً لنا صورة فهمه صلّى الله عليه وسلّم لا صورة ما نزل عليه وقد قال تعالى : ( لتبيّن للناس ما نُزّل إليهم ) وقال : ( يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربك ) .
الخالق الرازق :
وأنه سبحانه الخالق لكل شيء ، والرازق له والمُدبّر له والمُتصرّف فيه كيف يشاء ، ليس في ملكه منازع ولا مدافع ، ويُعطي من يشاء ويمنع من يشاء ، ويغفر لمن يشاء ويُعذّب من يشاء ( لا يُسئل عمّا يفعل وهم يُسئلون ) .
الحكم العدل :
وأنه تعالى حكيم في فعله ، عدلٌ في قضائه ، لا يُتصور منه ظلم ولا جَوْر ، ولا يجب عليه لأحد حق ، بل الحق واجب له على كل أحد ، إذ هو سبحانه الرب المُنعم المتفضّل بالإيجاد والإمداد ، والتدبير والإرشاد ، والإنعام على جميع العباد ( وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها )
ولو أنه سبحانه أهلك جميع خلقه في طرفة عين لم يكن بذلك جائراً عليهم ، ولا ظالماً لهم ، فإنه مُلْكه وعبيده ، وله أن يفعل في مُلكه ما يشاء ( وما ربك بظلاّم للعبيد ) يُثيب عباده على الطاعات فضلاً وكرماً ، ويعاقبهم على المعاصي حِكمةً وعدلاً .
وأن طاعته واجبةٌ على عباده بإيجابه على ألسنة أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام .
ونؤمن بكل كتاب أنزله الله وبكل رسول أرسله الله وبملائكة الله تعالى وبالقدر خيره وشره .